للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن حضارة سليمان -عليه السلام- قامت على توحيد الله تعالى، وكان كل كائن فيها يقوم بواجبه في إطار عبوديته لله رب العالمين.

وهناك فرق واضح بين حضارة تقوم على أساس ديني، وأخرى تغايرها، ويكفي أن نعلم أن الحضارة الدينية، تتقدم في إطار التعاليم الربانية، وتنسجم مع الشريعة الإلهية، وتصير عاملا في تقوية، وإحياء الأخلاق الإنسانية، النبيلة، ولذلك فإنها حضارة تعيشها أمة مؤمنة صالحة.

أما الحضارات المادية، فإنها تعمل في خدمة الشيطان، تسوء فيها الأخلاق، وينتشر الإنحلال والشذوذ، وتعم المظالم، ويصير الشر والعدوان سمة لأفراد هذه الحضارة، قد يتقدمون علميا، لكنه علم ينتج أسلحة الدمار، ووسائل الفتك، وقد ينالون مالا، لكنه لاستبعاد الآخرين.

فعلى مدار التاريخ وجدت حضارات عديدة ظالمة كحضارة عاد، وثمود، ولكنها بادت، واندثرت، وسوف تتبعها حضارات أخرى لعدوانيتها، وظلمها.

<<  <   >  >>