للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذكر الله في المسجد مبعد للشيطان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط، فإذا قضى أقبل فإذا ثوب ١ "أدبر"، فإذا قضى أقبل، حتى يخطر بين الإنسان وقلبه فيقول: أذكر كذا وكذا حتى لا يدري أثلاثا صلى أم أربعا، فإذا لم يدر ثلاثا صلى أو أربعا سجد سجدتي السهو"٢.

وكلمة التوحيد ولزوم الاستغفار أحد الوسائل المهمة في دحر الشيطان، فعن أبي بكر الصديق، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استكثروا من لا إله إلا الله والاستغفار، فإن الشيطان قال: قد أهلكتهم بالذنوب وأهلكوني بقول لا إله إلا الله والاستغفار، فلما رأيت ذلك منهم أهلكتهم بالأهواء، حتى يحسبون أنهم مهتدون فلا يستغفرون" ٣.

وإذا وضع المسلم جنبه على فراشة فذكر الله، ظل في حماية ربه حتى يصبح فعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا وضع العبد جنبه على فراشه فقال: بسم الله، وقرأ فاتحة الكتاب أمن من شر الجن والإنس ومن كل شيء" ٤.


١ ثوب: التثويب: الإقامة، وأصله من ثاب إذا رجع، ومقيم الصلاة راجع إلى الدعاء إليها، فإن الأذان دعاء إلى الصلاة، والإقامة دعاء إليها، انظر صحيح مسلم ج١ ص٢٩١.
٢ أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده ج٦ ص٣٣٧.
٣ ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ونسبه لأبي يعلى، وفيه عثمان بن مطر وهو ضعيف، وذكر الدارمي نحوه، انظر سنن الدارمي، باب في اجتناب الأهواء ج١ ص٧٨.
٤ ذكره السيوطي في الجامع الكبير ونسبه للبزار والديلمي، قال الهيثمي في المجمع: وفيه غسان بن عبيد وهو ضعيف ووثقه ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح.

<<  <   >  >>