للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهكذا يكون المسلم ذاكرا لربه عند يقظته ونومه، فيكون في كنف الله ورعايته في يومه كله رحمة من الله له.

والذكر على كل حال دواء ناجح للشيطان، وسلاح قاتل، يصيب منه المقاتل، التي بها يقوى على إفساد الناس وإضلالهم، قال ابن القيم: "ولو لم يكن في الذاكر إلا أن يحترز المسلم من الشيطان ويدفعه عنه، لكان حقيقا بالعبد أن لا يفتر لسانه عن ذكر الله تعالى، وأن يزال لهجا بذكره، فإنه لا يحرز نفسه من عدوه إلا بالذكر، ولا يدخل عليه العدو إلا من باب الغفلة، فهو يرصده، فإذا غفل وثب عليه وافترسه، وإذا ذكر الله تعالى انخنس عدو الله وتصاغر وانقمع حتى يكون كالوصع١ وكالذباب، ولهذا سمي الوسواس الخناس"٢.

ويقول: "والشياطين قد احتوشت العبد وهم أعداؤه، فما ظنك برجل قد احتوشه أعداؤه المحنقون عليه غيظا، وأحاطوا به، وكل منهم يناله بما يقدر عليه من الشر والأذى، ولا سبيل إلى تفريق جمعهم عنه إلا بذكر الله عز وجل٣.

رابعا: قراءة القرآن

فالقرآن خير سلاح يحارب به المسلم عدوه؛ لأنه كلام الله، وله تأثير عجيب في طرد الشيطان وإبعاده.

ففي حديث أبي هريرة عندما وكله رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فكان الشيطان يأتيه في صورة شيخ فقير، فيحثو من مال الصدقة، حتى هم أبو هريرة برفعه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له الشيطان: "دعنى أعلمك كلمات ينفعك الله بها


١ الوصع: طائر أصغر من العصفور.
٢ الوابل الصيب من الكلم الطيب ص٣٣ بتصرف.
٣ نفس المصدر ص٧٥.

<<  <   >  >>