إن هذا الإنسان قادر بعطاء الله أن يكون سيد الكون بحق لو التزم بشرع الله، واتبع هداه ...
الركيزة الثالثة:
الإنسان مكوَّن من مادة وروح، وكل عنصر يميل به إلى موطنه الأول، وتجذبه المادة إلى حب المال والملك, وإلى الدوام والخلود، ويأتيه الشيطان من هذا الجانب، وقد ينجح الشيطان أحيانا.
وعلى الإنسان أن يقاوم جذب المادة بتقوية الروح، والاستعلاء على الشهوات، وإشباعها بما شرع الله تعالى، ولا يسمع لوساوس ونزغات إبليس.
وإذا ضعف مرة, ونجح الشيطان في إغوائه, فعليه أن يبادر إلى التوبة والاستغفار, والله هو غافر الذنب, وقابل التوب, وهو الرحمن الرحيم.
إن المعركة بين الإنسان والشيطان مستمرة، وعلى المسلم أن يعد للأمر عدته, وليعلم أن مع إبليس كثيرا من شياطين الإنس والجن ... أعاذنا الله منهم.
الركيزة الرابعة:
ما يزال فضل الله موصولا للإنسان، فكل الكون مسخر له، وجميع المخلوقات في خدمته، وقد كلفه لله بالإسلام يطبقه جميعا، وعليه أن يختار لنفسه إما أن يكون مسلما قانتا، مطيعا، وأولئك هم المفلحون، وهم خير البرية، وإما أن يخلد إلى الأرض، ويتبع الهوى، ويهمل طاعة الله، ويكون من من جنود إبليس، وحينئذ يكون ممن قال الله فيهم:{وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} ١، وعلى العاقل أن يعي، ويتدبر، ويختار، والله لا يهدي القوم الظالمين ...