للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن ما تميز به الرسل من صفات أعدوا لها إعدادا بحيث حملوا الدعوة، وتحملوا في سبيل تبليغها التعب، والمشاق، والعذاب، والألم.

وواجب أن يكون الدعاة إلى دين الله تعالى على نفس النمط، يجب أن تتكون قلوبهم على الدعوة، والإخلاص لها، وتمتلئ حياتهم بالعمل للدعوة، والسعى في تبليغها، لقد أنشأ القرآن الكريم قلوبا لحمل أمانة الدعوة، تتصف بالصلابة، والقوة، والتجرد، بحيث لا تتطلع إلى شيء في هذه الأرض أيا كان غير طاعة الله، إنها تنظر إلى الآخرة، وتعمل لرضى الله فقط.

بهذه القلوب، وبهؤلاء الرجال تنجح الدعوة، ويتحقق نصر الله.....

ولن تنجح الدعوة برجال لا يؤدون حق الله عليهم؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه ولن تنجح الدعوة بأشخاص لم يستعدوا للدعوة استعدادا علميا، وخلقيا، واجتماعيا؛ لأنهم بعجزهم، وجهلهم، يضرون ولا يفيدون، ومن المعلوم أن اليد المرتعشة لا تقدر على الحمل، والرجل الأشل لا يقدر على المسير.

ولن تنجح الدعوة برجال يقومون بها ترفا، ويتعيشون بها وظيفة؛ لأن هؤلاء سوف يفرون عند أول مواجهة، ولن يتحملوا شيئا من تبعاتها، ومشاقها.

إنما تنجح الدعوة برجال، تيقنوا الصدق في دينهم، وسعدوا بإيمانهم، وعاشوا الحقيقة الدينية في فكرهم، وقولهم، وعملهم.

إن هؤلاء الرجال هم طلائع النصر لدين الله تعالى، وهم العاملون على إنقاذ الناس من ركام الفسق، والضلال، وأخذهم إلى طاعة الله تعالى.

..... وحينئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.... وإنه لقريب.

<<  <   >  >>