للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أشبهت الأمواج في حجمها الجبال، يقول تعالى: {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ} ١، وعامت السفينة بركَّابها محوطة بعناية الله، قال تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ} ٢، وهلك الكفار بالغرق، ونجا نوح -عليه السلام- ومن كان معه في السفينة, قال تعالى: {وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} ٣، وبعدها عادت الأمور إلى طبيعتها. قال العلماء: إن السفينة استمرت عائمة فوق الماء مدة ستة شهور٤، وكان أمر الله للماء، كما قال تعالى: {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} ٥.

وهكذا كانت عاقبة الضالِّين، أما نوح -عليه السلام- ومن معه، فقد نجاهم الله كما قال تعالى: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ} ٦, وصدق وعد الله تعالى.


١ سورة هود آية: ٤٢.
٢ سورة القمر آية: ١٤.
٣ سورة الأنبياء آية: ٧٧.
٤ بصائر ذوي التمييز ج٦، ص٣٠.
٥ سورة هود آية: ٤٤.
٦ سورة العنكبوت آية: ١٥.

<<  <   >  >>