للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن أثر الإيمان إقامة مجتمع نظيف المشاعر، نظيف التفكير، نظيف العمل والتعامل، ويكفي أن كل فرد فيه يؤدي واجبه، وينال حقه بصورة سهلة وتلقائية.

إن أفراد المجتمع المؤمن يتعاونون على البر والتقوى، وتتكافأ دماؤهم, ويسعى بذمتهم أدناهم، لا فرق بين كبير وصغير إلا بالتقوى.

إن أفراد المجتمع المؤمن يحافظ كل منهم على أخيه؛ ماله، وعرضه، ونفسه, وأماناته؛ طاعة لله تعالى.

ومن أثر الإيمان تحقيق النصر في النهاية للمؤمنين، كما وعد الله تعالى وهو يقول: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} ١.

وقد نصر الله تعالى نوحا -عليه السلام- وأتباعه، ونجاهم من الغرق وحقق للمؤمنين وعده، وحقق للكافرين وعيده.

ولا يمكن لعقل أن يتصور الكيفية التي سينجو بها نوح -عليه السلام- وأتباعه قبل وقوعها لقلتهم وضعفهم، لكنها حدثت بقدرة الله تعالى، وبعدها قال الله لجنده: {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} ٢.

إن النصر الإلهي للمؤمنين حقيقة مؤكدة، وقد رأيناه مع نوح وقومه، ويستعجل بعض المؤمنين نصر الله تعالى، ويتصورونه بمجرد إيمانهم، ومع رجائنا سرعة إتيان النصر، إلا أننا نشير إلى أن النصر يأتي لقوم يستحقونه بعد اختبارهم بالبلاء، وامتحانهم بالمصائب، والخوف، والجوع, ونقص الأموال والثمرات، وإيقاع الأذى بهم من أعداء الله تعالى.


١ سورة الروم آية: ٤٧.
٢ سورة هود آية: ٤٤.

<<  <   >  >>