للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثالثاً: «الاعتبار» (١). رابعاً: «المعارضة» (٢).

خامساً: «المقابلة» (٣)، وقدْ تعرَّضَ أهلُ الفنِّ لأمرِ المقابلَةِ في مبحثِ كتابَةِ الحديثِ وضبطهِ، بمعنَى «المقابلةِ» بنسخةٍ أُخرى أو كتابٍ آخرَ للتَّصحيحِ. وكذلكَ «المعارضَةُ» عندَ بعضِهِمْ، وهوَ يحملُ جزئيَّةً منْ معنَى السَّبرِ.

وأمَّا إفرادُ السَّبرِ في مبحثٍ مستقلٍ، فأمرٌ نادرٌ معَ أهميَّتِهِ البالغَةِ، وهذا الذي دعانِي لإفرادِ الحديثِ عنِ السَّبرِ في رسالةٍ مستقلَّةٍ، حاولْتُ فيهَا استقصاءَ كلِّ جوانبِهِ النَّظريَّةِ والتَّطبيقيَّةِ، بيدَ أنَّ هناكَ بعضُ الأطروحَاتِ العلميَّةِ التي تحملُ مفهومَ السَّبر عندَ المحدثينَ، لكنَّهَا ليستْ مُستوعِبَةً وغيرَ متخصِّصةٍ في السَّبرِ بكلِّ جوانبِهِ، وكذلكَ بعضُ المقالاتِ العلميَّةِ التي لا ترقَى إلى البحثِ الجامِعِ المانِعِ في موضوعِهِ، ومنْ هذِهِ الأطروحَاتِ والمقالاتِ:

١ - مقالُ «السَّبرُ عندَ المحدِّثينَ وإمكانيَّةُ تطبيقِهِ عندَ المعاصرينَ» - للدكتور أحمد عزي، وهو ضمنَ مجموعةِ أبحاثٍ قدِّمتْ لندوَةٍ أُقيمَتْ عامَ «٢٠٠٣ م» في كليَّةِ الدِّراساتِ الإسلاميَّةِ


(١) رسوم التحديث للجعبري ١/ ٤٨، ونخبة الفكر ١/ ٢٢٩، والتوضيح الأبهر للسخاوي ١/ ٧٢، وشرح نخبة الفكر للقاري ١/ ٣٥٦، ومقدمة في أصول الحديث لعبد الحق الدهلوي ١/ ٥٧.
(٢) توجيه النظر لطاهر الجزائري ٢/ ٧٧٣، ومنهج النقد للأعظمي ١/ ٦٧، ونظرية العلة عند المحدثين ص ٤١. وهذه الكتب المعاصرة جعلت «المعارضة» قرين مفهوم «السبر»، أمَّا المتقدمة فجعلت «المعارضة» بمعنى «المقابلة».
(٣) وسأذكر عنوان الباب لكل كتاب، والغرض بيان مفهوم «المقابلة» في هذه الكتب. انظر الكفاية في علوم الرواية «باب المقابلة وتصحيح الكتاب» ١/ ٢٣٧، والإلماع للقاضي عياض «وأما مقابلة النسخة بأصل السماع ومعارضتها به فمتعينة … » ١/ ١٥٨، ومقدمة ابن الصلاح «في كتابة الحديث وكيفية ضبط الكتاب … » ١/ ١٩٢ و ١/ ٢٠٧، والشذا الفياح «العاشر: على الطالب مقابلة كتابه بأصل سماعه … » ١/ ٣٣٩، والغاية في شرح الهداية للسخاوي «كتابة الحديث وضبطه» ١/ ٨٩، وفتح المغيث «المقابلة» ٢/ ١٨٥، وتدريب الراوي «كتابة الحديث وضبطه» ٢/ ٧٧.

<<  <   >  >>