للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منْ غيرِ هذهِ الزِّيادةِ لقرينةِ كثرةِ العددِ، ووَهْمِ ابنِ المباركِ بسلوكِهِ الجادَّةَ في روايةِ أبي إدريسَ عنْ واثلةَ، وثمَّةَ قرينةٌ أخرى وهيَ أنَّ صدقةَ بنَ خالدٍ منْ أثبتِهِمْ في ابنِ جابرٍ (١).

قالَ أبو حاتمٍ «ت ٢٢٧ هـ»: «يَرَونَ أَنَّ ابْنَ المُبَارَكِ وَهِمَ فِي هَذَا، وَكَثِيرَاً مَا يُحَدِّثُ بِسْرُ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، فَغَلِطَ ابْنُ المُبَارَكِ وَظَنَّ أَنَّ هَذَا مِمَّا رَوَيَ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ عَنْ وَاثِلَةَ، وَقَدْ سَمِعَ هَذَا بِسْرُ مِنْ وَاثِلَةَ نَفْسِهِ» (٢).

وقالَ البخاريُّ «ت ٢٥٦ هـ»: «حَدِيثُ ابْنِ المُبَارَكِ خَطَأٌ، أَخْطَأَ فِيهِ ابْنُ المُبَارَكِ وَزَادَ فِيهِ: «عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ». وَإِنَّمَا هُوَ بِسْرُ بنُ عُبَيدِ اللهِ عَنْ وَاثِلَةَ. هَكَذَا رَوَى غَيرُ وَاحِدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيدَ بنِ جَابِرٍ، وَلَيسَ فِيهِ: «عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ». وَبِسْرُ بنُ عُبَيدِ اللهِ قَدْ سَمِعَ مِنْ وَاثِلَةَ» (٣).

وقالَ الدَّراقطنيُّ «ت ٣٨٥ هـ»: «وَالصَّحِيحُ حَدِيثُ وَاثِلَةَ عَنْ أَبِي مَرْثَدٍ» (٤).

ثَانِيَاً: مثالٌ آخرُ: حديثُ عبدِ اللهِ بنِ زيدٍ -رضي الله عنه-، قالَ: «أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مُسْتَلْقِيَاً فِي المَسْجِدِ وَاضِعَاً إِحْدَى رِجْلَيهِ عَلَى الأُخْرَى».

الحديثُ أخرجَهُ البُخاريُّ «ر ٤٦٣»، ومسلمٌ «ر ٢١٠٠»، وابنُ حبَّانَ «ر ٥٥٥٢»، مِنْ طريقِ مالكٍ (٥)، عنْ ابنِ شهابٍ الزُّهريِّ، عنْ عبَّادِ بنِ تميمٍ، عنْ عمِّهِ عبدِ اللهِ بنِ زيادٍ -رضي الله عنه-.


(١) ذكر ابن الصلاح في هذا الحديث زيادة أخرى من قبيل المزيد في متصل الأسانيد، وهي ذكر «سفيان» بين ابن المبارك وابن جابر، وقد تتبعت طرق الحديث فلم أجد مَنْ ذَكَرَ هذه الزيادة ألبتة. والله أعلم.
(٢) علل الحديث لابن أبي حاتم ١/ ٨٠.
(٣) علل الترمذي ص ١٥١.
(٤) العلل للدارقطني ٧/ ٤٣.
(٥) مالك بن أنس الأصبحي، أبو عبد الله المدني، «ت ١٧٩ هـ»، الحافظ الحجة، أخرج له الستة. انظر التقريب «ر ٦٤٢٥».

<<  <   >  >>