للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣٤ - ما فيها من الدلالة على رسالة محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ حيث أخبر بذلك تفصيلًا مطابقًا وتأصيلًا موافقًا، قَصَّه قصًّا صدَّق به المرسلين وأيد به الحق المبين من غير حضور شيء من تلك الوقائع ولا مشاهدة لموضع واحد من تلك المواضع، ولا تلاوة دَرَسَ فيها شيئًا من هذه الأمور، ولا مجالسة أحد من أهل العلم، إن هو إلا رسالة الرحمن الرحيم، ووحي أنزله عليه الكريم المنان؛ لينذر به قومًا جاهلين، وعن النذر والرسل غافلين.

فصلوات الله وسلامه على مَنْ مجرد خبره يُنبئ أنه رسول الله، ومجرد أمره ونهيه يُنبه العقول النيرة أنه من عند الله؛ كيف وقد تطابق على صحة ما جاء به وصَدَّقه خبر الأولين والآخرين، والشرع الذي جاء به من رب العالمين، وما جُبل عليه من الأخلاق الفاضلة التي لا تُناسب ولا تصلح إلا لأعلى الخلق درجة، والنصر المبين لدينه وأمته، حتى بلغ دينه مبلغ الليل والنهار، وفَتحت أمته معظم بلدان الأمصار بالسيف والسنان، وقلوبهم بالعلم والإيمان، ولم تزل الأمم المعاندة والملوك الكفرة المتعاضدة ترميه بقوس واحدة وتكيد له المكايد وتمكر لإطفائه وإخفائه وإخماده من الأرض، وهو قد بهرها وعلاها؛ لا يزداد إلا نموًّا، ولا آياته وبراهينه إلا ظهورًا، وكل وقت من الأوقات يظهر من آياته ما هو عبرة لِلْعَالَمِينَ وهداية لِلْعَالمِينَ، ونورًا وبصيرةً للمتوسمين، والحمد لله وحده. [٣/ ١٢٨٦ - ١٢٨٩].

• • •

<<  <   >  >>