للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقارب الوجوب كما إذا كان الحق متمحضًا للعبد؛ فقد يقوى الوجوب وقد يقوى الاستحباب بحسب الأحوال المقتضية لذلك، وعلى كل حال فالكتابة من أعظم ما تُحفظ به هذه المعاملات المؤجلة؛ لكثرة النسيان ولوقوع المغالطات وللاحتراز من الخونة الذين لا يَخشون الله تعالى.

٥ - أمره تعالى للكاتب أن يكتب بين المتعاملين بالعدل؛ فلا يميل مع أحدهما لقرابة ولا غيرها، ولا على أحدهما لعداوة ونحوها.

٦ - أن الكتابه بين المتعاملين من أفضل الأعمال ومن الإحسان إليهما، وفيها حفظ حقوقهما وبراءة ذِمَمهما، كما أمره الله بذلك، فليحتسب الكاتب بين الناس هذه الأمور ليَحظى بثوابها.

٧ - أن الكاتب لا بد أن يكون عارفًا بالعدل معروفًا بالعدل؛ لأنه إذا لم يكن عارفًا بالعدل لم يتمكن منه، وإذا لم يكن معتبرًا عدلًا عند الناس رضيًّا لم تكن كتابته مُعتبرة ولا حاصلًا بها المقصود الذي هو حفظ الحقوق.

٨ - أن من تمام الكتابة والعدل فيها: أن يحسن الكاتب الإنشاء والألفاظ المعتبرة في كل معاملة بِحَسَبها، وللعرف في هذا المقام اعتبار عظيم.

٩ - أن الكتابة من نعم الله على العباد التي لا تستقيم أمورهم الدينية ولا الدنيوية إلا بها، وأن من عَلَّمَه الله الكتابة فقد تَفَضَّل عليه بفضل عظيم.

فمن تمام شكره لنعمة الله تعالى: أن يقضي بكتابته حاجات العباد ولا يمتنع من الكتابة، ولهذا قال: {وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ}.

<<  <   >  >>