للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول الدكتور الفرفور: (يجب على الشركة بوصفها شخصية اعتبارية أن تخرج الزكاة عن كل الأسهم … دون أن يعطى هذا الحق للشريك المالك للسهم، ما دام هذا السهم ذائباً في الشركة فلا سلطان له عليه) (١).

ويتخرج القول بوجوب الزكاة على الشركة على مذهب الإمام الشافعي (٢)، قال النووي: المذهب الجديد الصحيح إن الخِلطة تؤثر في غير الماشية، كما يتخرج على إحدى الروايتين عن الإمام أحمد، بناءً على قوله بتأثير الخِلطة في كثير من الأموال الزكوية؛ كعروض التجارة والزروع والثمار (٣). وهو قول إسحاق والأوزاعي في الحب والثمر (٤)، وهذه الرواية عن الإمام أحمد اختارها الآجري، وصححها ابن عقيل، قال أبو الخطاب في خلافه الصغير: هذا أقيس.

قال المرداوي: فعلى هذه الرواية تؤثر خِلطة الأعيان (٥) بلا نزاع، وكذلك خِلطة الأوصاف. قال الزركشي: وهو ظاهر كلام الأكثرين؛ لإطلاقهم الرواية (٦).


(١) المصدر السابق ٤/ ١/ ٨٢٥.
(٢) المهذب مع المجموع ٥/ ٤٣١.
(٣) الأم ٤/ ٤٧، الحاوي الكبير ٤/ ٣١٩، المجموع ٥/ ٤٣١، مغني المحتاج ١/ ٣٧٧، حلية العلماء ٣/ ٧١، نهاية المحتاج ٣/ ٦٢، مختصر الخرقي بشرح الزركشي ٢/ ٤١٠، الهداية ١/ ٦٨، لأبي الخطاب الكلوذاني، الانتصار في المسائل الكبار ٣/ ٢٩٤، لأبي الخطاب الكلوذاني الحنبلي، المغني ٤/ ٦٤ و ٦٥، المحرر ١/ ٢١٦، المبدع ٢/ ٣٣٥، الفروع ٢/ ٣٩٨، الإنصاف ٣/ ٨٣.
(٤) المغني ٤/ ٦٥.
(٥) خلطة الأعيان: هي أن يكون المال لاثنين أو أكثر، مشتركاً بينهما على الشيوع، وهذه من صور شركة الملك. وسميت خلطة أعيان؛ لأن أعيانها مشتركة، وتسمى أيضاً خلطة اشتراك، وخلطة شيوع.
وخلطة الأوصاف: وهي أن يكون لكل واحد منهما ماشية متميزة، فمال كل من الخليطين معروف لصاحبه بعينه لكنهما متجاوران فيخلطانه في المراح، والمسرح، والمرعى، وهو يؤدي إلى الرفق بهما في المؤنة، ويقال لها أيضاً: خلطة الجوار.
وخلطة الأوصاف يعتبر فيها اشتراكهم في خمسة أوصاف هي، المسرح، والمبيت، والمحلب، والمشرب، والفحل. انظر: الشرح الصغير ١/ ٦٠٢، المجموع ٥/ ٤٠٦، المغني ٤/ ٥٣، الإنصاف ٣/ ٦٧.
(٦) شرح الزركشي على مختصر الخرقي، المغني، الإنصاف، الفروع.

<<  <   >  >>