لذا فقد أعرضتُّ -تمامًا- على نسخة الدّكتور، واعتمدتُ على نسخة كانت جيدة من حيث المخطُوط، وازدات نقاوةً بما حَضِيت به من تعليقِ إخوة أفاضل تراه عليها مَزبُور مبثُوت.
وإن كان فيها أخطأ وأغلاط إلا أنها قليلة جدًا بالنّسبة إلى عملهم فيها، -وفقهمُ الله لكل خير-. وهذه النُّسخة هي التي صدرت عن دار الحرمين، بإشراف الأخويين: أبي معاذ طارق عوض الله، وأبي الفضل الحُسيني، -وجَمْع من إخوانِهم- وافقهمُ الله تعالى.
وإني أحمدُ الله ﷿ أن وفقني من أول أمري لهذه النُّسخة، فإِنَّني أعتبرها رحمة من الله تعالى وفضلٍ ومنّة.
فأتوجهُ -بالنِّداء- إلى إخواني الباحثين أن يُركزوا اهتمامهم عليها، -في عملهم- والزّيادة -على ما بُذل فيها- بالتّنقيح، والتّصحيح، مع التّدليل على الصّحيح.
وأطلبُ من إخواني -طلبة العلم- من وقف على شيء يحتاج إلى تعديل أو تصحيح ولم أذكُرُه أن يُرسله إلي -أو إليهم-، وجزاه الله خيرًا، فإن بمثل هذه الجُهود تُنقح كُتب أهل العلم على مرَّ العُهود.
تنبيهٌ هامٌ جدًّا:
وقع لإخواننا في نسخة دار الحرمين أخطاء استدركوها في آخر الجزء التاسع، يا حبذا لو وُضعت في مَواضِعها من الكتاب، فإن موضعها الحالي قلَّ من يتنبّهُ له؛ بل -وهو في موضعه الآن- كان حقا عليهم أن يُشيروا إليه بلاصق على الغلاف؛ فالله أعلم بعذرهم في مثل هذا الخلاف.