اعتاد كثير ممن يشتغلُ في خدمة التراجم أن يكتبُوا في أول الصَّفحات، نُتفًا من حياة، وسيرة صاجا الكتاب، وهذا من العمل السّديد الجدُّ مفيد، وخاصة إذا كان السَّفر لأحد المغمورين، أوْ ممن علا ذكرُهُم، ولكن عند الأولين، ولم نر -نحنُ- أخباره في كتب الجامعين المترجمين، بل نتفًا هنا، وهناك -تبعثرتْ-، تحتاج إلى من يكون لها من الجامعين.
أما في مثل كتابنا هذا الذي لا يدرُسُه -غالبًا- إلا أهلُ الاختصاص، ولا يستفدُ منه -جدًّا- إلا أهل العلم العاملين في مجال النّظر والتّحقيق.
فإن الفائدة من ذلك، والنفع قليلٌ، -بل جدُّ قليل-، وليس على ذلك -عندهم- عملٌ، لما هم فيه من التّنقيح والتّحقيق (١).
ومع ذلك ففي كتاب "ترجمة الطبراني" للحافظ أبي عَبد الله بن مندة تحقيق: العلامة حمدي ابن عَبد المجيد، غُنية وغاية لمن أراد المزيد. فراجعه.
* * *
(١) ولو نظرت في عمل كثير من المتقدمين -لمثل هذا الكتاب- لوجدتهم -غالبًا- لا يترجمون لمن طال ذكره وعلا، وإن وُجد فبكلماتٍ معدُوداتٍ. انظر: "تعجيل المنفعة" و"الإيثار" كلاهما للحافظ ابن حجر، و"مغاني الأخيار" للعيني ﵏، وعلى ذلك سار بعض العلماء المعاصرين.