للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - اختلاف النِّسبة.

قد يكون الرّاوي عند الإمام الطَّبراني في معاجمه مذكورًا بنسبة لم تَرِد في الكُتب التي ترجمت له - ومنها المطولات! -ممّا وقفتُ عليه-، لذا أقف أحيانا في الجزم بأنه فلان المراد في الإسناد.

فقد يأت مثلًا في السند: فلانا المُؤذن، وأقفُ على ترجمته -، وقد يُذكر فيها شيخه وتلميذه اللذان عندي في الإسناد -في مصادر عدة-، وهذا عندي مما يُقوي الاحتمال، ويرفع الإشكال، - إلا أنهم لم يذكروا أنه مُؤذن -كما هو أمامي في الإسناد-، وإنما فيها -مثلًا- المُقرئ أو الإمام أو الصُّواف، وغير ذلك من الأوصاف، بل قد يُوردونه خالٍ من كل تلك المعالم والأوصاف.

وأيضا يَحدث ذلك بالنسبة للبُلدان فقد يأتي في السند: البصري، وأقفُ على ترجمته -بمثل ما تقدم- وفيها البغدادي أو الكوفي، -ولذلك وُجوهٌ- بدون ذكر للبصرة فيها -لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ-، لرفْع الاحتمال، بل قد يُذكر بما يَتباعد به البلدان.

وعملي في هذا أني أعمل بقول الله ﷿: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن: ١٦] بمقارنة ما في السند بما في كُتب الطَّبراني الأخرى -لاحتمال التَّصحيف-، وكُتب من اعتنى بكتب الطَّبراني، والرّجوع لكُتب التخاريج -وغيرها- في نقلهم من المعاجم -، وغيرها مراعيا في كل ذلك لَمِخْرَجِ طريق الإسناد، فكن على علم من ذلك لتهتدي للصواب.

وأكثر ما يحصل -ويَقْوى عندي- احتمال كونهم واحدًا أن يُذكر ببلد قريب من تلك البلاد -التي تُرجم بها-، أو يُنسب إلى قبيلة داخلة في عموم

<<  <  ج: ص:  >  >>