وأبي بكر بن أبي شيبة وغيرهم من البغداديين، والبصريين، والكوفيين، كان ثقة ثبتا حجة، يذكر بالصلاح والعبَّادة.
روى عنه: عَبد الله بن محمد البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد، والقاضي المحاملي وابن مخلد، وأبو علي الصفار، وأبو عَمرو بن السماك، وأحمد بن سلمان النجاد، وأبو سهل بن زياد، وجماعة سواهم.
قال طلحة بن محمد بن جعفر: مات أبو هشام سنة تسع وأربعين ومائتين؛ فاستقضى أحمد بن محمد بن عيسى البرتي، وكان رجلًا من خيار المسلمين دينا عفيفًا على مذهب أهل العراق، وكان من أصحاب يحيى بن أكثم؛ وكان قبل ذلك تقلد واسطًا.
وروى كُتب محمد بن الحسن عن أبي سليمان الجوزجاني عن محمد بن الحسن، وحدَّث بحديث كثير.
قال أبو عُمر محمد بن يوسف القاضي: ركبت يومًا من الأيام مع إسماعيل ابن إسحاق القاضي إلى أحمد بن محمد بن عيسى البرتي، وهو ملازم لبيته فرأيته شيخًا مصفارًا أثر العبَّادة عليه، ورأيت إسماعيل أعظمه إعظامًا شديدًا، وسأله عن نفسه، وأهله، وعجائزه، وجلسنا عنده ساعة ثم انصرفنا فقال لي إسماعيل: يا بني تعرف هذا الشَّيخ، قُلتُ: لا، قال: هذا البرتي القاضي لزم بيته، واشتغل بالعبَّادة، وهكذا تكون القضاة لا كما نحن.
قال أبي العبَّاس بن سعيد: أحمد بن محمد بن عيسى البرتي القاضي سكن بغداد سمعت عَبد الله بن أحمد يقول: صدوق ما أعلم إلا خيرًا.