قال أحسن منه ما سرقته منه فقُلتُ وما هو قال حديثان قال حدَّثني بهما أبو الصلت الهروي بخراسان عن أبي الحسن الرّضي عن أبائه قال قال رسول الله ﷺ أسرع الذنوب عقوبة كفران النعم وبهذا الإسناد عن رسول الله ﷺ أنه قال يؤتى بعَبد فيوقف بين يدي الله تعالى فيأمر به إلى النار فيقول أي رب لم أمرت بي إلى النار فيقول لأنك لم تشكر نعمتي فيقول أي رب أنعمت علي بكذا فشكرت وكذا فلا يزال يحصي النعم ويعدد الشكر فيقول الله تعالى: صدقت عَبدي إلا أنك لم تشكر من أنعمت عليك بها على يديه وقد آليت على نفسي ألا أقبل شكر عَبد على نعمة أنعتهما عليه أو يشكر من أنعمت بها على يديه قال: فانصرفت بالخبر الى أبي الحسن وهو في مجلس أخيه أبي العبَّاس أحمد بن محمد وذكرت ما جرى فاستحسن أبو العبَّاس ما ذكرته وردني الى عُبيد الله ببر واسع أوسع من بر أخيه فأوصلته إليه فقبله وكتب إليه شكريك معقود بإيماني حكم في سري وإعلاني عقد ضمير وفم ناطق وفعل أعضاء وأركان قال: فقُلتُ: هذا أعز الله الأمير أحسن من الأول فقال: أحسن منه ما سرقته منه. قُلتُ: وما هو؟ قال: حدَّثني أبو الصلت الهروي بخراسان عن أبي الحسن علي بن موسى الرّضي عن أبي الحسن موسى بن جعفر الكاظم عن الصادق عن الباقر عن السجاد عن السبط عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله ﷺ: الإيمان عقد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالأركان. قال: فعدت إلى أبي العبَّاس فحدَّثته بالحديث وكان في مجلسه بن راهويه المتفقه فقال: ما هذا الإسناد؟ قال ابن رشيد: فقُلتُ له: سعوط الشيلشا الذي إذا سعط به المجنون برأ وصح.