فكتب إليه مروان أما بعد فإن الشاهد يرى ما لا يرى الغائب فاحسم الثؤلول [١] قبلك فقال نصر لأصحابه قد أعلمكم صاحبكم أنه لا قوة عنده فاحتالوا لأنفسكم ثم لم يلبث نصر إلا قليلاً حتى خرج هارباً إلى نيسابور وبعث أبو مسلم في إثره ففاته وبعث في الليل إلى منازل قواده ونقبائه فاستحضرهم وضرب أعناقهم ونصب رءوسهم في المسجد فلما أصبح الناس ونظروا إليها هالهم ذلك ودخلهم رعب عظيم وعظم أبو مسلم في نفوسهم وانكسرت مضر وبعث قحطبة بن شبيب الطائي في أثر نصر بن سيار وخرج قحطبة على طريق جرجان وفيها ابن حنظلة عامل لمروان فخرج إليه فقاتله قحطبة فقتله وخرج نصر بن سيار إلى ساوة فمات بها وسار قحطبة إلى الري ووافى أبو مسلم نيسابور ليكون ردءاً لقحطبة وجعل يمده بالأموال والرجال فبعث ابنه الحسن بن قحطبة إلى نهاوند فاستنزلهم وبذل لهم الأمان إلا من كان من أهل خراسان فإنه قتلهم كلهم لأنهم خرجوا من خراسان عند ظهور