حينئذ أن رسول الله قد مات وروي عن عمر أنه قال فما هو إلا أن سمعتها من أبي بكر فعقرت حتى وقعت على الأرض ما نقلني رجلاي ثم تلا أبو بكر وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ من قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمن يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ الله شَيْئاً وَسَيَجْزِي الله الشَّاكِرِينَ ٣: ١٤٤ ثم قال يا أيها الناس من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ومن كان يعبد محمداً أو يراه إلهاً فإن محمداً قد مات ووعظ الناس وحضهم على التقوى ونزل عن [١] المنبر وأخذوا في جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا من يحفر له قبره وكان أبو طلحة الأنصاري يلحد في القبر وهو عمل الأنصار وكان أبو عبيدة بن الجراح يسوي في القبر وهو عمل المهاجرين فبعثوا إليهما وقال العباس اللَّهمّ فيض لنبيك ما ترضاه فسبق الرسول إلى أبي طلحة فجاء واختلفوا أين يدفنونه فقال قوم في البقيع مع أصحابه وقال آخرون بل في مسجده فقال أبو بكر سمعته يقول ما مات نبي إلا دفن حيث قبض فخط حول الفراش على قدره ثم حول عنه رسول الله وأخذوا يحفرون له ووقع الاختلاف في الناس فانحاز هذا الحي من الأنصار الى