قالت: إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من أخذ دينًا وهو يريد أن يؤديه أعانه الله عليه» وروى الطحاوي وأبو جعفر الطبري والحارث بن أبي أسامة في مسنده عن عقبة بن عامر أن رسول الله ﷺ قال: «لا تخيفوا الأنفس بعد أمنها» قالوا يا رسول الله وما ذاك؟ قال:«الدين» وروى البخاري عن أنس عن النبي ﷺ في دعاء ذكره: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال».
قال العلماء: ضلع الدين هو الذي لا يجد دائنه من حيث يؤديه وهو مأخوذ من قول العرب حِمْل مُضْلِع أي ثقيل ودابة مُضْلِع لا تقوى على الحمل قاله صاحب العين.
قال علماؤنا: وإنما كان -الدين- شينًا ومذلة لما فيه من شغل القلب والبال والهم اللازم في قضائه والتذلل للغريم عند لقائه وتحمل منته بالتأخير إلى حين أوانه وربما يعد من نفسه القضاء فيخلف أو يحدث الغريم بسببه فيكذب أو يحلف له فيحنث إلى غير ذلك ولهذا كان ﵊ يتعوذ من المأثم والمغرم وهو الدين فقيل له يا رسول الله ما أكثر ما تتعوذ من المغرم؟ فقال:«إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف» وأيضًا فربما قد مات ولم يقض الدين فيرتهن به كما قال ﵊: «نسمة المؤمن مرتهنة في قبره بدينه حتى يُقضى عنه» وكل هذه الأسباب مشائن في الدين تذهب جماله وتنقص كماله والله أعلم. [٣/ ٣٩٥ - ٣٩٧] بتصرف