يريد من الحسنات والسيئات … وهو مثل قوله: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ [الأنعام: ١٦٤]، ﴿وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا﴾ [الأنعام: ١٦٤] والخواطر ونحوها ليست من كسب الإنسان.
وجاءت العبارة في الحسنات ب ﴿لَهَا﴾ من حيث هي مما يفرح المرء بكسبه ويسر بها فتضاف إلى ملكه وجاءت في السيئات ب ﴿وَعَلَيْهَا﴾ من حيث هي أثقال وأوزار ومتحملات صعبة وهذا كما نقول لي مال وعلي دين، وكرر فعل الكسب فخالف بين التصريف حسنًا لنمط الكلام كما قال: ﴿فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (١٧)﴾ [الطارق: ١٧]. قال ابن عطية: ويظهر لي في هذا أن الحسنات هي مما تكتسب دون تكلف إذ كاسبها على جادة أمر الله تعالى ورسم شرعه والسيئات تكتسب ببناء المبالغة إذ كاسبها يتكلف في أمرها خرق حجاب نهي الله تعالى ويتخطاه إليها فيحسن في الآية مجيء التصريفين إحرازًا لهذا المعنى. [٣/ ٤١٠] بتصرف