(٣٥) الختم على القلوب: عدم الوعي عن الحق سبحانه- مفهوم مخاطباته والفكر في آياته وعلى السمع: عدم فهمهم للقرآن إذا تلي عليهم أو دُعوا إلى وحدانيته وعلى الأبصار: عدم هدايتها للنظر في مخلوقاته وعجائب مصنوعاته هذا معنى قول ابن عباس وابن مسعود وقتادة وغيرهم. [١/ ٢٣٣]
(٣٦) من قوله تعالى: ﴿خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ﴾ [البقرة: ٧].
فيه دليل على فضل القلب على جميع الجوارح والقلب للإنسان وغيره، وخالص كل شيء وأشرفه قلبه فالقلب موضع الفكر وهو في الأصل مصدر قلبت الشيء أقلبه قلبًا إذا رددته على بداءته وقلبت الإناء: رددته على وجهه ثم نقل هذا اللفظ فسمي به هذا العضو الذي هو أشرف الحيوان لسرعة الخواطر إليه ولترددها عليه كما قيل:
ما سمي القلب إلا من تقلبه … فاحذر على القلب من قلبٍ وتحويل
ثم لما نقلت العرب هذا المصدر لهذا العضو الشريف التزمت فيه تفخيم قافه تفريقًا بينه وبين أصله روى ابن ماجه عن أبي موسى الأشعري عن النبي ﷺ أنه قال:«مثل القلب مثل ريشة تقلبها الرياح بفلاة» ولهذا المعنى كان ﵊ يقول: «اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك»، فإذا كان النبي ﷺ يقوله مع عظيم قدره وجلال منصبه فنحن أولى بذلك اقتداء به. [١/ ٢٣٤]