الضحاك أنه قال:«كل ما كان قبل الموت فهو قريب». وقال أبو مجلز والضحاك أيضًا وعكرمة وابن زيد وغيرهم: قبل المعاينة للملائكة والسوق وأن يغلب المرء على نفسه ولقد أحسن محمود الوراق حيث قال:
قدم لنفسك توبة مرجوة … قبل الممات وقبل حبس الألسن
بادر بها غلق النفوس فإنها … ذخر وغنم للمنيب المحسن
قال علماؤنا ﵏: وإنما صحت التوبة منه في هذا الوقت لأن الرجاء باق ويصح منه الندم والعزم على ترك الفعل وقد روى الترمذي عن ابن عمر عن النبي ﷺ قال: «إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر» ما لم تبلغ روحه حلقومه فيكون بمنزلة الشيء الذي يتغرغر به. قاله الهروي: وقيل: المعنى يتوبون على قرب عهد من الذنب من غير إصرار. والمبادر في الصحة أفضل وألحق لأمله من العمل الصالح والبعد كل البعد الموت.
وروى صالح المري عن الحسن قال:«من عير أخاه بذنب قد تاب إلى الله منه ابتلاه الله به». [٥/ ٨٩]
(٤٥٢) من قوله تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: ١٩].
أي: على ما أمر الله به من حسن المعاشرة والخطاب للجميع إذا لكل أَحَدٍ عِشْرة زوجًا كان أو وليًا ولكن المراد بهذا الأمر في الأغلب الأزواج وهو مثل قوله تعالى: ﴿فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ﴾ [البقرة: ٢٢٩]؛ وذلك توفية حقها من المهر والنفقة وألا يعبس في وجهها بغير ذنب وأن يكون منطلقًا في القول