(٤٦٢) من قوله تعالى: ﴿وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النساء: ٣٢]
روى الترمذي عن عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ: «سلوا الله من فضله فإنه يحب أن يُسأل وأفضل العبادة انتظار الفرج» وخرج أيضًا ابن ماجه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «من لم يسأل الله يغضب عليه» وهذا يدل على أن الأمر بالسؤال لله تعالى واجب وقد أخذ بعض العلماء هذا المعنى فنظمه فقال:
الله يغضب إن تركت سؤاله … وبُنَيَّ آدم حين يُسأل يَغضب
وقال سعيد بن جبير ﴿وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النساء: ٣٢] العبادة ليس من أمر الدنيا وقيل: سلوه التوفيق للعمل بما يرضيه. وعن عائشة ﵄ أنها قالت: سلوا ربكم حتى الشبع فإنه إن لم ييسره الله ﷿ لم يتيسر. وقال سفيان بن عيينة: لم يأمر بالسؤال إلا ليعطي. وقرأ الكسائي وابن كثير (وسلوا الله من فضله) بغير همز في جميع القرآن. [٥/ ١٥٨]
وإذا ثبت هذا فاعلم أن الله ﷿ لم يأمر في شيء من كتابه بالضرب صراحًا إلا هنا وفي الحدود العظام فساوى معصيتهن بأزواجهن بمعصية الكبائر وولى الأزواج ذلك دون الأئمة وجعله لهم دون القضاة بغير شهود ولا بينات ائتمانًا من الله تعالى للأزواج على النساء ٥/ ١٦٦