فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكًا تلفًا». وكذا في المساء عند الغروب يناديان أيضًا وهذا كله صحيح رواه الأئمة والحمد لله فمن استنار صدره وعلم غنى ربه وكرمه أنفق ولم يخف الإقلال وكذلك من ماتت شهواته عن الدنيا واجتزأ باليسير من القوت المقيم لمهجته وانقطعت مشيئته لنفسه فهذا يُعطي من يُسره وعُسره ولا يخاف إقلالًا وإنما يخاف الإقلال من له مشيئة في الأشياء فإذا أَعطى اليوم وله غدًا مشيئته في شيء خاف ألا يصيب غدا فيضيق عليه الأمر في نفقة اليوم لمخافة إقلاله روى مسلم عن أسماء بنت أبي بكر قالت قال لي رسول الله ﷺ:«انفحي أو أنضحي أو أنفقي ولا تحصي فيحصي الله عليك ولا توعي فيوعي الله عليك» وروى النسائي عن عائشة قالت: «دخل علي سائل مرة وعندي رسول الله ﷺ فأمرتُ له بشيء ثم دعوت به فنظرت إليه فقال رسول الله ﷺ: أما تريدين ألا يدخل بيتك شيء ولا يخرج إلا بعلمك قلت نعم قال مهلا يا عائشة: لا تحصي فيحصي الله ﷿ عليك». [١/ ٢٩٣ - ٢٩٤]
(٤٨) ذكر عبدالرزاق عن عمر بن حبيب بن عمرو بن المكي عن حميد بن قيس الأعرج عن طاوس قال: «جاء رجل إلى عبدالله بن عمرو بن العاص فسأله: مم خلق الخلق؟ قال: من الماء والنور والظلمة والريح والتراب قال الرجل: فمم خلق هؤلاء! قال: لا أدري قال: ثم أتى الرجل عبدالله بن الزبير فسأله فقال مثل قول عبد الله بن عمرو قال: فأتى الرجل عبدالله بن عباس