للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يوجد عندك منه علم ولا فرج أو علم ولا مخرج، فقال له القاسم: وعمّ ذاك؟ قال: لأنك ابن إمامي هُدى: ابن أبي بكر وعمر، قال يقول: أقبح من ذاك عند من عقل عن الله أن أقول بغير علم أو آخذ من غير ثقة فسكت فما أجابه، وقال مالك بن أنس: سمعت ابن هرمز يقول: ينبغي للعالم أن يورث جلساءه من بعده لا أدري حتى يكون أصلًا في أيديهم فإذا سُئل أحدهم عما لا يدري قال: لا أدري.

وذكر الهيثم بن جميل قال: «شهدت مالك بن أنس سُئل عن ثمان وأربعين مسألة، فقال في اثنتين وثلاثين منها: لا أدري». [١/ ٣٢٦ - ٣٢٧]

(٥٢) روى يونس بن عبدالأعلى قال سمعت ابن وهب يقول سمعت مالك بن أنس يقول: «ما في زماننا شيء أقلّ من الإنصاف».

قلت: هذا في زمن مالك فكيف في زماننا اليوم الذي عمّ فينا الفساد وكثر فيه الطَّغَام! وطلب فيه العلم للرياسة لا للدراية، بل للظهور في الدنيا وغلبة الأقران بالمراء والجدال الذي يقسي القلب ويورث الضغن وذلك مما يحمل على عدم التقوى وترك الخوف من الله تعالى.

وذكر أبو محمد قاسم بن أصبغ قال: «لما رحلت إلى المشرق ونزلت القيروان فأخذت على بكر بن حماد حديث مسدد، ثم رحلت إلى بغداد ولقيت الناس فلما انصرفت عدت إليه لتمام حديث مسدد فقرأت عليه فيه يومًا حديث النبي : «أنه قدم عليه قوم من مضر من

<<  <   >  >>