في درجة واحدة من حيث هي جماد مخلوق فإن الطين أفضل من النار من وجوه أربعة:
أحدها: أن من جوهر الطين الرزانة والسكون والوقار والأناة والحلم والحياء وذلك هو الداعي لآدم ﵇ بعد السعادة التي سبقت له إلى التوبة والتواضع والتضرع فأورثه المغفرة والاجتباء والهداية ومن جوهر النار الخفة والطيش والحدة والارتفاع والاضطراب وذلك هو الداعي لإبليس بعد الشقاوة التي سبقت له إلى الاستكبار والإصرار فأورثه الهلاك والعذاب واللعنة والشقاء قاله القفال.
الثاني: أن الخبر ناطق بأن تراب الجنة مسك أذفر ولم ينطق الخبر بأن في الجنة نارًا وأن في النار ترابًا.
الثالث: أن النار سبب العذاب وهي عذاب الله لأعدائه وليس التراب سببًا للعذاب.
الرابع: أن الطين مستغن عن النار والنار محتاجة إلى المكان ومكانها التراب. [٧/ ١٥٣]