للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(٥٩٣) من قوله تعالى: ﴿ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ﴾ [الأعراف: ٩٥].

﴿حَتَّى عَفَوْا﴾ أي كثروا عن ابن عباس وقال ابن زيد: كثرت أموالهم وأولادهم.

وعفا: من الأضداد. عفا: كثر، وعفا: درس.

أعلم الله تعالى أنه أخذهم بالشدة والرخاء فلم يزدجروا ولم يشكروا. [٧/ ٢٢٥]

(٥٩٤) من قوله تعالى: ﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ﴾ [الأعراف: ١٤٢].

قال علماؤنا: دلت هذه الآية على أن ضرب الأجل للمواعدة سنة ماضية ومعنى قديم أسسه الله تعالى في القضايا وحكم به للأمم وعرفهم به مقادير التأني في الأعمال وأول أجل ضربه الله تعالى الأيام الستة التي خلق فيها جميع المخلوقات … وجعل الستين غاية الإعذار لأن الستين قريب من معترك العبّاد وهو سن الإنابة والخشوع والاستسلام لله وترقب المنية ولقاء الله ففيه إعذار بعد إعذار، الأول بالنبي والثاني بالشيب وذلك عند كمال الأربعين قال الله تعالى: ﴿وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ﴾ [الأحقاف: ١٥] فذكر ﷿ أن من بلغ أربعين فقد آن له أن يعلم مقدار نعم الله عليه وعلى والديه ويشكرها قال مالك: أدركت أهل العلم

<<  <   >  >>