للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الضحاك كلما جددوا لنا معصية جددنا لهم نعمة وقيل لذي النون: ما أقصى ما يُخْدَعُ به العبد؟ قال: بالألطاف والكرامات لذلك قال سبحانه: ﴿سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (١٨٢)[الأعراف: ١٨٢] نسبغ عليهم النعم وننسيهم الشكر وأنشدوا:

أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت … ولم تخف سوء ما يأتي به القدر

وسالمتك الليالي فاغتررت بها … وعند صفو الليالي يحدث الكدر

[٧/ ٢٨٩]

(٦٠٥) من قوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [الأعراف: ١٨٥].

وقال الإمام أبو الوفاء بن عقيل: لم يحل الله النظر إلا على صورة لا ميل للنفس إليها ولاحظ للهوى فيها بل عبرة لا يمازجها شهوة ولا يقارنها لذة ولذلك ما بعث الله سبحانه امرأة بالرسالة ولا جعلها قاضيًا ولا إمامًا ولا مؤذنًا كل ذلك لأنها محل شهوة وفتنة فمن قال: أنا أجد من الصور المستحسنة عبرًا كذبناه وإنما هذه خدع الشيطان للمدعين. [٧/ ٢٩٢]

(٦٠٦) وقال بعض الحكماء: كل شيء في العالم الكبير له نظير في العالم الصغير ولذلك قال تعالى: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين: ٤]، وقال: ﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ [الذاريات: ٢١]. فعلى العاقل أن ينظر إلى نفسه ويتفكر في خلقه من حين كونه ماء دافقًا إلى كونه خلقًا سويًا يعان

<<  <   >  >>