الفرح لذة في القلب بإدراك المحبوب وقد ذم الفرح في مواضع كقوله: ﴿لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (٧٦)﴾ [القصص: ٧٦]، وقوله: ﴿إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (١٠)﴾ [هود: ١٠] ولكنه مطلق. فإذا قيد الفرح لم يكن ذمًا لقوله: ﴿فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [آل عمران: ١٧٠] وههنا قال ﵎: ﴿فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾ [يونس: ٥٨] أي بالقرآن والإسلام فليفرحوا فقيّد. [٨/ ٣١٧]
(٦٨٣) قال ابن عباس: من أخذ مضجعه من الليل ثم تلا هذه الآية: ﴿مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (٨١)﴾ [يونس: ٨١] لم يضره كيد ساحر. ولا تكتب على مسحور إلا دفع الله عنه السحر. [٨/ ٣٢٨]
أي لا تنصرهم علينا فيكون ذلك فتنة لنا عن الدين أو لا تمتحنا بأن تعذبنا على أيديهم وقال مجاهد المعنى لا تهلكنا بأيدي أعدائنا، ولا تعذبنا بعذاب من عندك فيقول: أعداؤنا لو كانوا على حق لم نسلط عليهم فيفتنوا، وقال أبو مجلز وأبو الضحى: يعني لا تظهرهم علينا فيروا أنهم خير منا فيزدادوا طغيانًا. [٨/ ٣٣٠]