(٧٣٤) حكي الماوردي في كتاب أدب الدنيا والدين أن الوليد بن يزيد ابن عبدالملك تفاءل يومًا في المصحف فخرج له قوله ﷿: ﴿وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (١٥)﴾ [إبراهيم: ١٥] فمزق المصحف وأنشأ يقول:
أتوعد كل جبار عنيد … فها أنا ذاك جبار عنيد
إذا ما جئت ربك يوم حشر … فقل يا رب مزقني الوليد
فلم يلبث إلا أيامًا حتى قتل شر قتله وصلب رأسه على قصره ثم على سور بلده. [٩/ ٢٩٨]
لما أراد الله تأسيس الحال وتمهيد المقام وخط الموضع للبيت المكرم والبلد المحرم أرسل الملك فبحث عن الماء وأقامه مقام الغذاء.
وفي الصحيح أن أبا ذر ﵁ اجتزأ به ثلاثين بين يوم وليلة، قال أبو ذر: ما كان لي طعام إلا ماء زمزم فسمنت حتى تكسرت عكني وما أجد على كبدي سخفة جوع وذكر الحديث … فقال له النبي ﷺ: «إنها مباركة إنها طعام طعم .... » وروى الدارقطني عن ابن عباس قال، قال رسول الله ﷺ:«ماء زمزم لما شرب له إن شربته تستشفي به شفاك الله وإن شربته لشبعك أشبعك الله به وإن شربته لقطع ظمئك قطعه وهي هزمة جبريل وسقيا الله إسماعيل».