لنفسي فيك؛ فقال: هذا الخباء لنا كثير وكان في صنعنا من الحقير؟ فقلت: ليس كما زعمت! فقد كان لرسول الله ﷺ وهو رئيس الزهاد قبة من أدم طائفي يسافر معها ويستظل بها فبهت ورأيته على منزلة من العي فتركته مع صاحبي وخرجت عنه. [١٠/ ١٣٧]
(٧٥٦) من قوله تعالى: ﴿وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا﴾ [النحل: ٨٠].
ولم يذكر القطن والكتان لأنه لم يكن في بلاد العرب المخاطبين به وإنما عدد عليهم ما أنعم به عليهم وخوطبوا فيما عرفوا بما فهموا. وما قام مقام هذه وناب منابها فيدخل في الاستعمال والنعمة مدخلها وهذا كقوله تعالى: ﴿وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ﴾ [النور: ٤٣] فخاطبهم بالبرد لأنهم كانوا يعرفون نزوله كثيرًا عندهم وسكت عن الثلج لأنه لم يكن في بلادهم وهو مثله في الصفة والمنفعة وقد ذكرهما النبي ﷺ في التطهير فقال: «اللهم اغسلني بماء وثلج وبرد» قال ابن عباس: الثلج شيء أبيض ينزل من السماء وما رأيته قط. [١٠/ ١٣٧] بتصرف
(٧٥٧) من قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ﴾ [النحل: ٩٠].
وقال ابن العربي: العدل بين العبد وبين ربه إيثار حقه تعالى على حظ نفسه وتقديم رضاه على هواه والاجتناب للزواجر والامتثال للأوامر.
وأما العدل بينه وبين نفسه فمنعها مما فيه هلاكها قال الله تعالى: ﴿وَنَهَى