لسعيد بن المسيب كل ما في القرآن من بر الوالدين قد عرفته إلا قول: ﴿وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (٢٣)﴾ ما هذا القول الكريم؟ قال ابن المسيب: قول العبد المذنب للسيد الفظ الغليظ. [١٠/ ٢١٤]
(٧٧٩) من قوله تعالى: ﴿وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (٢٦)﴾ [الإسراء: ٢٦].
أي لا تسرف في الإنفاق في غير حق، قال الشافعي: والتبذير إنفاق المال في غير حقه ولا تبذير في عمل الخير وهذا قول الجمهور. وقال أشهب عن مالك: التبذير هو أخذ المال من حقه ووضعه في غير حقه وهو الإسراف وهو حرام، لقوله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ﴾ [الإسراء: ٢٧]، وقوله: ﴿إِخْوَانَ﴾: يعني أنهم في حكمهم إذ المبذر ساع في إفساد كالشياطين أو أنهم يفعلون ما تسول لهم أنفسهم أو أنهم يُقرنون بهم غدًا في النار ثلاثة أقوال. [١٠/ ٢١٧]
أي إن أعرضت يا محمد عن إعطائهم لضيق يد فقل لهم قولًا ميسورًا: أي أحسن القول وابسط العذر وادع لهم بسعة الرزق، وقل: إذا وجدتُ فعلتُ وأكرمتْ فإن ذلك يعمل في مَسّرة نفسه عمل المواساة وكان ﵊ إذا سئل وليس عنده ما يعطي سكت انتظارًا لرزق يأتي من الله ﷾ كراهة الرد والضمير في ﴿عَنْهُمُ﴾ عائد على من تقدم ذكرهم من الآباء والقرابة والمساكين وأبناء السبيل.