قال العلماء: يستحب للمرء أن يذكر في دعائه نعم الله تعالى عليه وما يليق بالخضوع لأن قوله تعالى: ﴿وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي﴾ إظهار للخضوع، وقوله: ﴿وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (٤)﴾ [مريم: ٤] إظهار لعادات تفضله في إجابته أدعيته أي لم أكن بدعائي إياك شقيًا أي لم تكن تخيب دعائي إذا دعوتك أي إنك عودتني الإجابة فيما مضى يقال: شقي بكذا أي تعب فيه ولم يحصل مقصوده وعن بعضهم: أن محتاجًا سأله وقال: أنا الذي أحسنتَ إليه في وقت كذا فقال: مرحبًا بمن توسل بنا إلينا، وقضى حاجته. [١١/ ٧٤]
وقالت طائفة: إنما كان مواليه مهملين للدين فخاف بموته أن يضيع الدين فطلب وليًا يقوم بالدين بعده، حكى هذا القول الزجاج وعليه فلم يسل من يرث ماله لأن الأنبياء لا تورث وهذا هو الصحيح من القولين في تأويل الآية وأنه ﵊ أراد وراثة العلم والنبوة لا وراثة المال. [١١/ ٧٥]
(٨٣٥) الدعاء بالولد معلوم من الكتاب والسنة ثم إن زكريا ﵇ تحرز فقال: ﴿ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً﴾ [آل عمران: ٣٨]، وقال: ﴿وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (٦)﴾ [مريم: ٦] والولد إذا كان بهذه الصفة نفع أبويه في الدنيا والآخرة وخرج من