للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(٨٤٤) من قوله تعالى: ﴿أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (٧٨) كَلَّا سَنَكْتُبُ﴾ [مريم: ٧٩].

﴿كَلَّا﴾ يكون بمعنيين: أحدهما: بمعنى (حقًا)، والثاني: بمعنى (لا) فإذا كانت بمعنى حقًا جاز الوقف على ما قبله ثم تبتديء ﴿كَلَّا﴾ أي: حقًا. وإذا كانت بمعنى لا كان الوقف على ﴿كَلَّا﴾ جائزًا، كما في هذه الآية لأن المعنى: لا ليس الأمر كذا ويجوز أن تقف على قوله ﴿عَهْدًا (٧٨)﴾، وتبتدئ ﴿كَلَّا﴾ أي: حقًا ﴿سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ﴾ [مريم: ٧٩]، وكذا قوله تعالى: ﴿لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا﴾ [المؤمنون: ١٠٠] يجوز الوقف على ﴿كَلَّا﴾ وعلى (تركت)، وقوله: ﴿وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (١٤) قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (١٥)[الشعراء: ١٤، ١٥] الوقف على ﴿كَلَّا﴾ لأن المعنى لا - وليس الأمر كما تظن ﴿فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (١٥)[الشعراء: ١٥]، فليس للحق في هذا المعنى موضع. [١١/ ١٣٥]

(٨٤٥) روي أن المأمون قرأ هذه السورة -مريم- فمرّ بهذه الآية: ﴿فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (٨٤)[مريم: ٨٤]، وعنده جماعة من الفقهاء فأشار برأسه إلى ابن السماك أن يعظه فقال: إذا كانت الأنفاس بالعدد ولم يكن لها مدد فما أسرع ما تنفد وقيل في هذا المعنى:

<<  <   >  >>