(٨٤٩) قال أبو الأحوص: زار عبد الله أبا موسى في داره فأقيمت الصلاة فأقام أبو موسى فقال أبو موسى لعبد الله تقدم فقال عبد الله: تقدم أنت في دارك فتقدم وخلع نعليه فقال عبد الله: أبالوادي المقدس أنت. [١١/ ١٥٨]
«قال المحقق: حيثما أطلق عبد الله عند أهل العراق فالمراد ابن مسعود».
(٨٥٠) من قوله تعالى: ﴿فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (١٣)﴾ [طه: ١٣].
حُسْنُ الاستماع كما يجب قد مدح الله عليه، فقال: ﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ﴾ [الزمر: ١٨] وذم على خلاف هذا الوصف، فقال: ﴿نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ﴾ [الإسراء: ٤٧] الآية فمدح المنصت لاستماع كلامه مع حضور العقل وأمر عباده بذلك أدبًا لهم ﴿فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا﴾ [الأعراف: ٢٠٤]، وقال: ﴿فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (١٣)﴾ [طه: ١٣]، لأن بذلك ينال الفهم عن الله تعالى.
وروي عن وهب بن منبه أنه قال: من أدب الاستماع سكون الجوارح وغض البصر والإصغاء بالسمع وحضور العقل والعزم على العمل وذلك هو الاستماع كما يحب الله تعالى وهو أن يكف العبد جوارحه ولا يشغلها فيشتغل قلبه عما يسمع ويغض طرفه فلا يلهو قلبه بما يرى ويحصر عقله فلا يُحدث نفسه بشيء سوى ما يستمع إليه ويعزم على أن يفهم فيعمل بما يفهم.