يقال: كيف قالوا نموت ونحيا وهم لا يقرون بالبعث؟ ففي هذا أجوبة:
منها: أن يكون المعنى: نكون مواتًا أي نطفا ثم نحيا في الدنيا، وقيل: فيه تقديم وتأخير.
أي: إن هي إلا حياتنا الدنيا نحيا فيها ونموت كما قال تعالى: ﴿وَاسْجُدِي وَارْكَعِي﴾ [آل عمران: ٤٣].
وقيل: نموت: يعني الآباء، ونحيا: يعني الأولاد. [١٢/ ١١٤]
(٩١٦) من قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ﴾ [المؤمنون: ٤٤].
جمع أحدوثة وهي ما يتحدث به، كأعاجيب جمع أعجوبة وهي ما يتعجب منه. قال الأخفش: إنما يقال هذا في الشر ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ﴾ ولا يقال في الخير، كما يقال: صار فلان حديثًا أي عبرة ومثلًا كما قال في آية أخرى: ﴿فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ﴾ [سبأ: ١٩].
قلت: وقد يقال فلان حديث حسن، إذا كان مقيدًا بذكر ذلك، ومنه قول ابن دريد: