﴿مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ﴾: أي أنبتها الله في الأصل من هذا الجبل الذي بارك الله فيه وطور سيناء من أرض الشام وهو الجبل الذي كلم الله عليه موسى ﵇ قاله ابن عباس وغيره.
والمراد من الآية: تعديد نعمة الزيت على الإنسان وهي من أركان النعم التي لا غنى بالصحة عنها ويدخل في معنى الزيتون شجر الزيت كله على اختلافه بحسب الأقطار ﴿وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ﴾: يراد به الزيت الذي يصطبغ به الأكل، وكل إدام يؤتدم به فهو صبغ وأصل الصبغ ما يلون به الثوب وشبه الإدام به لأن الخبز يلون بالصبغ إذا غمس فيه، وقال مقاتل: الأُدم: الزيتون، والدهن: الزيت. وقد جعل الله تعالى في هذه الشجرة أُدمًا ودهنًا؛ فالصبغ على هذا الزيتون. [١٢/ ١٠٦]
(٩١٣) لا خلاف أن كل ما يصطبغ فيه من المائعات كالزيت والسمن والعسل والرُّب والخل وغير ذلك من الأمراق أنه إدام، وقد نص رسول الله ﷺ على الخل فقال:«نعم الإدام الخل» متفق عليه … والحاصل: أن كل ما يحتاج في الأكل إلى موافقة الخبز كان إدامًا وكل ما لا يحتاج ويؤكل على حدة لا يكون إدامًا والله أعلم. [١٢/ ١٠٨]
(٩١٤) روى الترمذي من حديث عمر بن الخطاب ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة».
قال المحقق عبد الرزاق المهدي عنه:«حديث جيد». انظر:«الصحيحة»(٣٧٩)،