فانظر إلى الهدهد مع صغره كيف لم يخف على سليمان حاله فكيف بعظام الملك ويرحم الله عمر فإنه كان على سيرته. قال: لو أن سخلة على شاطئ الفرات أخذها الذئب ليسأل عنها عمر. فما ظنك بوال تذهب على يديه البلدان وتضيع الرعية ويضيع الرعيان.
قيل: إنما قال: ﴿مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ﴾ لأنه اعتبر حال نفسه إذ علم أنه أوتي الملك العظيم وسخر له الخلق فقد لزمه الشكر بإقامة الطاعة وإدامة العدل فلما فقد نعمة الهدهد توقع أن يكون قَصّر في حق الشكر فلأجله سُلبها فجعل يتفقد نفسه فقال: ما لي. قال ابن العربي: وهذا يفعله شيوخ الصوفية إذا فقدوا مالهم تفقدوا أعمالهم هذا في الآداب، فكيف بنا اليوم ونحن نقصر في الفرائض! [١٣/ ١٦١]
(١٠٠٥) من قوله تعالى: ﴿وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ﴾ [النمل: ٢٢].
سبأ قيل: اسم رجل وقيل: اسم مدينة وقيل: اسم امرأة والصحيح أنه اسم رجل. [١٣/ ١٦٣]
في الآية دليل على أن الصغير يقول للكبير والمتعلم للعالم عندي ما ليس عندك إذا تحقق ذلك وتيقنه. هذا عمر بن الخطاب مع جلالته ﵁ وعلمه لم يكن عنده علم بالاستئذان. وكان علم التيمم عند عمار وغيره،