مستروحًا إلى ظلها وعندها قرية النمل فغلبه النوم فلما وجد لذة النوم لدغته النملة فأضجرته فدلكهن بقدمه فأهلكهم وأحرق تلك الشجرة التي عندها مساكنهم فأراه الله العبرة في ذلك آية: لما لدغتك نملة فكيف أصبت الباقين بعقوبتها يريد أن ينبهه أن العقوبة من الله تعالى تعم فتصير رحمة على المطيع وطهارة وبركة، وشرًا ونقمة على العاصي. [١٣/ ١٥٧]
(١٠٠٢) لا اختلاف عند العلماء أن الحيوانات كلها لها أفهام وعقول وقد قال الشافعي: الحمام أعقل الطير. قال ابن عطية: والنمل حيوان فطن قوي شمام جدًا يدخر ويتخذ القرى ويشق الحب لقطعتين لئلا ينبت ويشق الكزبرة بأربع قطع لأنها تنبت إذا قسمت شقتين ويأكل في عامه نصف ما جمع ويستبقي سائره عُدَّة. قال ابن العربي: وهذه خواص العلوم عندنا وقد أدركتها النمل بخلق الله ذلك لها. [١٣/ ١٥٩]
إذا أراد الله أمرًا بامرئ … وكان ذا عقل ورأي ونظر
وحيلة يعملها في دفع ما … يأتي به مكروه أسباب القدر
غطى عليه سمعه وعقله … وسله من ذهنه سل الشعر
حتى إذا أنفذ فيه حكمه … رد عليه عقله ليعتبر
[١٣/ ١٦١]
(١٠٠٣) من قوله تعالى: ﴿وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ﴾ [النمل: ٢٠].
في هذه الآية دليل على تفقد الإمام أحوال رعيته والمحافظة عليهم