بالنار، فإني أقمت فيها فما رأيت امرأة في طريق نهارًا إلا يوم الجمعة فإنهن يخرجن إليها حتى يمتلأ المسجد منهن فإذا قضيت الصلاة وانقلبن إلى منازلهن لم تقع عيني على واحدة منهن إلى الجمعة الأخرى، وقد رأيت بالمسجد الأقصى عفائف ما خرجن من معتكفهن حتى استشهدن فيه. [١٤/ ١٦٠]
والذي يظهر من الآية ﴿لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (٣٣)﴾ [الأحزاب: ٣٣] أنها عامة في جميع أهل البيت من الأزواج وغيرهم، وإنما قال: ﴿لِيُطَهِّرَكُمْ﴾ [المائدة: ٦]؛ لأن رسول الله ﷺ وعليًا وحسنًا وحسينًا كان فيهم، وإذا اجتمع المذكر والمؤنث غلب المذكر فاقتضت الآية أن الزوجات من أهل البيت، لأن الآية فيهن والمخاطبة لهن يدل عليه سياق الكلام والله أعلم. [١٤/ ١٦٢]
قال ابن العربي: في هذه الآية مسألة بديعة، وهي أن الله تعالى أمر نبيه ﷺ بتبليغ ما أنزل عليه من القرآن وتعليم ما علمه من الدين، فكان إذا قرأ على واحد أو ما اتفق، سقط عنه الفرض، وكان على من سمعه أن