للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(١٢٥٣) من قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (٣٤)[المعارج: ٣٤].

قال قتادة: «على وضوئها وركوعها وسجودها».

وقال ابن جريج: «التطوع … »، فالدوام خلاف المحافظة، فدوامهم عليها أن يحافظوا على أدائها لا يُخلون بها ولا يشتغلون عنها بشيء من الشواغل، ومحافظتهم عليها أن يراعوا إسباغ الوضوء لها ومواقيتها، ويقيموا أركانها، ويكملونها بسننها وآدابها، ويحفظوها من الإحباط باقتراب المأثم، فالدوام يرجع إلى نفس الصلوات والمحافظة إلى أحوالها. [١٨/ ٢٥٣]

(١٢٥٤) من قوله تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (٣٩)[المعارج: ٣٩].

أي: إنهم يعلمون أنهم مخلوقون من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة كما خُلق سائر جنسهم فليس لهم فضل يستوجبون به الجنة، وإنما تستوجب بالإيمان والعمل الصالح ورحمة الله تعالى، وقيل: كانوا يستهزءون بفقراء المسلمين، ويتكبرون عليهم، فقال: ﴿إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (٣٩)﴾، من القذر فلا يليق بهم هذا التكبر.

قال قتادة في هذه الآية: «إنما خُلقت يا ابن آدم من قذر فاتق الله».

وروي أن مطرف بن عبدالله بن الشخير رأى المهلب بن أبي صُفرة يتبختر في مُطْرَف خز وجبة خز، فقال له: يا عبدالله، ما هذه المشية التي يُبغضها الله! فقال له: أتعرفني؟ قال: نعم، أولك نطفة مذره، وآخرك جيفة قذرة، وأنت فيما بين ذلك تحمل العذرة. فمضى المهلب وترك مشيته.

<<  <   >  >>