يُعرف به كما ذهب إليه بعض الناس وعدوه في أسمائه ﵇، وإنما المزمل اسم مشتق من حالته التي كان عليها حين الخطاب وكذلك المدثر، وفي خطابه بهذا الاسم فائدتان: إحداهما الملاطفة فإن العرب إذا قصدت ملاطفة المخاطب وترك المعاتبة سموه باسم مشتق من حالته التي هو عليها؛ كقول النبي ﷺ لعلي حين غاضب فاطمة ﵂ فأتاه وهو نائم وقد لصق بجنبه التراب فقال له:«قُم يا أبا تراب»؛ إشعارًا له أنه غير عاتب عليه، وملاطفة له، وكذلك قوله ﵇ لحذيفة «قم يا نومان» وكان نائماً ملاطفة له وإشعارًا لترك العتب والتأنيب؛ فقول الله تعالى لمحمد ﷺ: ﴿يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (١) قُمِ﴾، فيه تأنيس وملاطفة ليستشعر أنه غير عاتب عليه.
الفائدة الثانية: التنبيه لكل متزمل راقد ليله لينتبه إلى قيام الليل، وذكر الله تعالى فيه؛ لأن الاسم المشتق من الفعل يشترك فيه مع المخاطب كل من عمل ذلك العمل واتصف بتلك الصفة. [١٩/ ٣٢]
(١٢٧١) من قوله تعالى: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (٤)﴾ [المزمل: ٤].
أي: لا تعجل بقراءة القرآن بل اقرأه في مهل وبيان مع تدبر المعاني.
وقال الضحاك:«اقرأه حرفًا حرفًا». وقال مجاهد:«أحب الناس في القراءة إلى الله أعقلهم عنه»، والترتيل: التنضيد والتنسيق وحسن النظام، ومنه: ثغر رتِل ورَتَّل إذا كان حسن التنضيد … وسمع علقمة رجلًا يقرأ قراءة حسنة فقال: لقد رتل القرآن فداه أبي وأمي، وقال أبو بكر بن طاهر: «تدبر في