بيَّن تعالى في هذه الآية فضل صلاة الليل على صلاة النهار، وأن الاستكثار من صلاة الليل بالقراءة فيها ما أمكن أعظم للأجر وأجلب للثواب، واختلف العلماء في المراد بناشئة الليل، فقال ابن عمر وأنس بن مالك:«هو ما بين المغرب والعشاء؛ تمسكًا بأن لفظ نشأ يعطي الابتداء، فكان بالأولية أحق، وكان علي بن الحسين يصلي بين المغرب والعشاء، ويقول: «هذا ناشئة الليل».
وقال عطاء وعكرمة:«إنه بدء الليل».
وقال ابن عباس ومجاهد وغيرهما:«هي الليل كله؛ لأنه ينشأ بعد النهار وهو الذي اختاره مالك بن أنس».
قال ابن العربي:«وهو الذي يعطيه اللفظ وتقتضيه اللغة».
﴿أَشَدُّ وَطْئًا﴾ أشد موافقة بين القلب والبصر والسمع واللسان؛ لانقطاع الأصوات والحركات. قاله مجاهد وابن أبي مليكة وغيرهما.
﴿وَأَقْوَمُ قِيلًا (٦)﴾ أي: القراءة بالليل أقوم منها بالنهار، أي أشد استقامة واستمرارًا على الصواب؛ لأن الأصوات هادئة والدنيا ساكنة فلا يضطرب على المصلي ما يقرؤه. [١٩/ ٣٩]