للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

من المال»، يقال: مننت فلانًا كذا أي: أعطيته، ويقال للعطية: المنة، فكأنه أمر بأن تكون عطاياه لله، لا لارتقاب ثواب من الخلق عليها؛ لأنه ما كان يجمع الدنيا. [١٩/ ٣]

(١٢٧٩) من قوله تعالى: ﴿وَبَنِينَ شُهُودًا (١٣)[المدثر: ١٣].

أي: حضورًا لا يغيبون عنه في تصرف … قال مقاتل: «كانوا سبعة كلهم رجال، أسلم منهم ثلاثة: خالد وهشام والوليد بن الوليد. قال: فما زال الوليد بعد نزول هذه الآية في نقصان من ماله وولده حتى هلك». [١٩/ ٦٦]

(١٢٨٠) من قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (١٨)[المدثر: ١٨].

يعني: الوليد بن المغيرة فكر في شأن النبي والقرآن ﴿وَقَدَّرَ (١٨)﴾ أي: هيأ الكلام في نفسه، والعرب تقول: قدرت الشيء إذا هيأته؛ وذلك أنه لما نزل ﴿حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٢)﴾ إلى قوله: ﴿إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (٣)[غافر: ١ - ٣]. سمعه الوليد يقرؤها فقال: والله لقد سمعت منه كلامًا ما هو من كلام الإنس، ولا من كلام الجن، وإن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه، وما يقول هذا بشر. فقالت قريش: صبا الوليد لتصبون قريش كلها. وكان يقال للوليد ريحانة قريش. فقال أبو جهل: أنا أكفيكموه فمضى إليه حزينًا. فقال له: مالي أراك حزينًا، فقال له: وما لي لا أحزن وهذه قريش يجمعون لك نفقة يعينونك بها على كبر سنك، ويزعمون أنك زينت كلام

<<  <   >  >>