للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(١٣٨٦) قال مالك: «الشتاء نصف السنة، والصيف نصفها، ولم أزل أرى ربيعة بن أبي عبدالرحمن ومن معه، لا يخلعون عمائمهم حتى تطلع الثريا»، وأراد بطلوع الثريا أن يخرج السعاة، ويسير الناس بمواشيهم إلى مياههم، وأن طلوع الثريا أول الصيف ودُبر الشتاء. وهذا مما لا خلاف فيه بين أصحابه عنه … قال قوم: الزمان أربعة أقسام: شتاء، وربيع، وصيف، وخريف. وقال قوم: هو شتاء، وصيف، وقيظ، وخريف. والذي قاله مالك أصح؛ لأن الله قسم الزمان قسمين ولم يجعل لهما ثالثًا. [٢٠/ ١٩٠ - ١٩١]

(١٣٨٧) لما امتن الله تعالى على قريش برحلتين، شتاءً وصيفًا، كان فيه دليل على جواز تصرف الرجل في الزمانين بين محلين، يكون حالهما في كل زمان أنعم من الآخر؛ كالجلوس في المجلس البحري في الصيف، وفي القبلي في الشتاء. [٢٠/ ١٩١]

(١٣٨٨) من قوله تعالى: ﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (٣)[قريش: ٣].

أمرهم الله تعالى بعبادته وتوحيده، … والبيت: الكعبة، وفي تعريف نفسه لهم بأنه رب هذا البيت وجهان؛ أحدهما: لأنه كانت لهم أوثان فميز نفسه عنها.

الثاني: لأنهم بالبيت شُرفوا على سائر العرب فذكر لهم ذلك تذكيرًا لنعمته.

وقيل: ﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (٣)﴾، أي: ليألفوا عبادة رب الكعبة كما كانوا يألفون الرحلتين.

<<  <   >  >>