أشكالها الخاصة، وزعم أنكسيمايس أنه الهواء، وذكر قول من قال إنه النار ومن قال هو الأرض ومن قال هو البخار ومن قال هو الخليط الذي لا نهاية له، وهو أجسام غير متناهية، وفيه من كل نوع أجزاء صغيرة متلاقية، إلى أن قال: وزعمت المنوية أن أصل العالم هو النور والظلمة، قال: الفرقة الثانية، الذين قالوا: إن الأصل الذي منه حصل العالم ليس بجسم، وهم أيضًا فريقان، الفرقة الأولى: الذين قالوا إن الجسم مركب من الصورة والهيولى، وفسّروا الصورة بالحجمية والتحزّر، والهيولى بمحلّ هذه الصورة على ما عرّفناك ذلك قبل، ثم أثبتوا حدوث تلك الحجمية وقدم الهيولى، وهو قول الخراسانيين واختيار محمد بن زكريا الرازي وزعم ابن زكريا أن هذا مذهب جملة الفلاسفة الذين كانوا قبل العلم الأول، إلى أن قال: الفرقة الثانية أصحاب فيتاغورس، وهم الذين قالوا: الباري هي الأعداد المتولدة من الوحدات، اعلم أنه حكى عنه أنه قال: مبادئ الأشياء هي الأعداد المتولدة من الوحدات، وزعم أن الأعداد التي هي فوق العشرة تولدها إنما يكون من العشرات، أو منها ومن أخواتها، وأما العشرة فإنما تتولد من الواحد والإثنين والثلاثة إن كانت مجردة فهي مجرّد ثلاثة واحدات، وإذا صارت ذات وضع فهي النقطة والإثنان إن كانا مجردين، فهما مجرّد وحدتين، وإن صارا ذا وضع فهو الخط والثلاثة إن كانت مجرّدة فهي مجرد ثلاث واحدات، وإذا صارت ذات وضع فهو السطح والأربعة إن كانت مجردة فهي مجرد أربع وحدات، وإن صارت ذات وضع فهي الجسم، وبالجملة فإنه زعم الكمّ المنفصل هيولى والكم المتصل صورة.
قال (١): وأما القسم الرابع، وهو أن يقال: العالم محدث الذات قديم الصفات، فذلك مما لا يقول به عاقل".
٤٤٧ - ذكر قُسْطا بن لوقا البعلبكي في كتابه في الفرق بين الروح