وأخرجه مالك "الأقضية" باب القضاء في المنبوذ (٢: ٧٣٨)، عن ابن شهاب عن سنين أبى جميلة رجل من بنى سليم انه وجد منبوذا في زمان عمر بن الخطاب قال: فجئت به إلى عمر بن الخطاب فقال ما حملك على أخذ هذه النسمة. فقال: وجدتها ضائعة فاخذتها فقال عريفه: يا أمير المؤمنين انه رجل صالح فقال عمر: اكذلك؟ قال: نعم. فقال عمر: اذهب فهو حر، ولك ولاؤه، وعلينا نفقته قال مالك: الأمر عندنا في المنبوذ أنه حر وان ولاءه للمسلمين هم يربونه ويعقلون عنه. ومن طريق مالك أخرجه عبد الرازق (٩: ١٤) به ومن طريق عبد الرازق أخرجه البيهقى (٦: ٢٠١)، والطبرانى في المعجم الكبير كما في نصب الراية (٣: ٤٦٥)، وأخرجه أيضا الشافعى في مسنده كما في نصب الراية (٣: ٤٦٥) ولم اقف عليه في المسند المطبوع للشافعى. واللَّه أعلم. وأخرجه أيضا البيهقى في المعرفة من طريق الشافعى كما في نصب الراية (٣: ٤٦٥). وأخرج عبد الرازق (٦: ٤٤٩) عن الزهرى قال: اخبرنى ان رجلا حدثه أنه جاء أهله التقطوا منبوذا فذكره. وعند عبد الرازق (٦: ٤٥٠) أيضا من طريق معمر بن شهاب قال: حدثنى أبو جميلة أنه وجد منبوذا فذكره. وقال الدارقطنى في العلل: وبعضهم رواه عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى جميلة قال: والصواب ما رواه مالك. قال: وقد رواه عن مالك أيضا جويرية بن اسماء وزاد فيه زيادة حسنة وبين قوله فيه "وذكر أبو جميلة أنه أدرك النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- وحج معه حجة الوداع". قال: وهى زيادة صحيحة. ا. هـ. انظر نصب الراية (٣: ٤٦٥)، ولم اقف عليه في علل الدارقطنى. وقوله "عسى الغوير ابؤسا" قال الحافظ ابن حجر: الغوير بالمعجمة تصغير غار: وابؤسا": جمع بؤس، وهو الشدة، وهو مثل مشهور يقال فيما ظاهره السلامة ويخشى منه العطب واصله كما قال الاصمعى إن اناسا دخلوا غارا يبيتون فيه فانهار عليهم فقتلهم وقيل: وجدوا فيه عدوا لهم فقتلهم. فقيل ذلك لكل من دخل في أمر لا يعرف عاقبته. ا. هـ. انظر فتح البارى (٥: ٢٧٤ - ٢٧٥).