ورأيت كل من ألف في رجال العلم كتابًا ذكر منه أبوابًا على حسب ما حضره حفظه، ولم أر فيه كتابًا موعبًا لأن من قصد إلى ذكر الجرحة والعدالة لم يتضمن الأسماء والكنى، ومن اعتمد ذكر الكنى، والأسماء، ذكر كنى المشهورين بأسمائهم مع كنى المشهورين بكناهم، وأتى بأسماء من وقف على اسمه منهم ومن لم يوقف له على اسم فخلط على الطالب وأتعب الناظر المرتاد، ولم يسلم مع ذلك من التقصير لأنه عدد لا يحصى ولا له حد ولا انتهاء لمن قصد فيه الاستقصاء لأن رواة الحديث وحملة العلم على مر الأعصار في جميع الأمصار لا يحيط بهم، ولا يحصيهم إلا خالقهم وحده لا شريك له. وليت الذى يقصد منهم إلى نوع وباب يقدر منه على مقاربة الاستيعاب بل التقصير يسبق إليه والاحاطة ممتنعة عليه.
وأرجوا أن يأتى هذا الكتاب على أكثر أسماء المشهورين بالكنى ممن وقف العلماء بهذا الشأن على اسمه من المحدثين والفقهاء وسائر العلماء، مع التعريف بهم والاشارة إلى بعض أحوالهم.
ونذكر بعد ذلك من لم يوقف له على اسم ولا ذكر به مختصرًا إن شاء اللَّه. وباللَّه أستعين على ما شرعت فيه من ذلك وهو المستعان. وحسبى به كفى. ولا حول ولا قوة إلا باللَّه.