والكتاب الأول: اختصره الحافظ ابن عبد البر من كتابه "الاستيعاب في معرفة الصحابة" وذكر فيه من الصحابة رضى اللَّه عنهم أجمعين من عرف منهم بكنيته واشتهر بها ولم يوقف على اسمه على الاختلاف فيه، وكان كثيرا ما يحيل في هذا الكتاب على الاستيعاب، لأنه قصد من تأليفه له ذكر الكنى مع اختصار بعض الأخبار والوقائع في حياة الصحابى المذكور فيه، وقد ذكر الحافظ ابن عبد البر في هذا الكتاب أهم الوقائع في حياة صاحب الترجمة فيذكر له مثلا حديثا أو حديثين أو حادثة هامة في حياته كأن يذكر مثلا إسلامه، وهجرته، وغزواته واستشهاده أو وفاته، أو يذكر وفادته ولقاءه للنبى -صلى اللَّه عليه وسلم- أو ما اختصه به النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- من عطاء أو دعاء أو تبريك أو زيارة أو إذا كان النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- سماه أو كناه أو غير اسمه أو كنيته فإنه يذكر ذلك أيضًا.
ومِمَّا يجدر ذكره هنا هو أن الحافظ ابن عبد البر لم يقتصر في هذا الكتاب على ذكر من صحّت صحبته من الصحابة رضى اللَّه عنهم ولكنه ضمنه أيضا ذكر من لقى النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- ولو لقية واحدة مؤمنا به أو رآه رؤية أو سمع منه لفظة فأداها عنه، ومن ولد على عهده بين أبوين مسلمين فدعا له، أو نظر إليه وبرك عليه، ونحو هذا، ومن كان مؤمنا به قد أدى الصدقة إليه ولم يفد عليه، مما تضمنه شرطه في الصحابة في كتابه الاستيعاب.
وأن المطلع على هذا الكتاب ليجد بعض التابعين الذين جزم الحافظ ابن عبد البر فيه بأنهم تابعيون، وذكرهم في الصحابة، ثم ذكرهم ثانية في التابعين في الكتابين الثانى والثالث، وقد نبهت على هذا في أماكنه في المواضع المختلفة أثناء التحقيق.
وأما بالنسبة للتراجم في الكتابين الثانى والثالث، فقد ذكر الحافظ ابن عبد البر في الأول منهما أسماء المعروفين بالكنى من حملة العلم ومبلغيه ورواته وناقليه ممن أشتهر بكنيته ولم يذكر في أكثر أسانيد الأحاديث باسمه ممن لم يصحب النبى -صلى اللَّه عليه وسلم-